وأمره أن يمتنع وجميع أصحابه في النواحي وخلفائه عليها من أن يكونوا سببا في محاباة أحد بالشفاعة له أو التوصل الى دفع حق يجب عليه.
وأمره أن يعرض المرتبين لحمل الخرائط «٥٦» في عمله ويكتب بعدتهم، وأسمائهم، ومبالغ أرزاقهم، وعدد السكك في جميع عمله وأميالها ومواضعها ويوعز الى هؤلاء المرتبين، بتعجيل الخرائط المنفذة على أيديهم. وفي الموقعين في اثبات المواقيت، وضبطها حتى لا يتأخر أحد منهم عن الاوقات، التي سبيله ان يرد السكة فيها. وان يفرد لكل ما يكتب فيه من أصناف الاخبار كتبا بأعيانها، فيفرد أخبار القضاة، وعمال المعادن والاحداث، وما يجرى مجرى ذلك كتبا، وبأخبار الخراج، والضياع، وأرزاق الاولياء، وما يجرى من دور الضرب والاسعار وما يقع فيه الحل والعقد والاعطاء، والاخذ كتبا ليجرى كل كتاب في موضعه ويكتب في بابه «٥٧» فيحصل العمل ويملك نظامه. هذا عهد أمير المؤمنين اليك، فكن به متمسكا ولما مثله لك ذاكرا، وبه أخذا، وعليه عاملا، والله يوفقك «٥٨» لما يحمده أمير المؤمنين فيك ويرضاه من فعلك، ويعلم به صواب اختياره إياك.
ولو ذهبت الى أن اتي، في كل وجه من وجوه المكاتبات بمثال، لطال الكتاب ولم نأت على آخر الابواب، ولكنا نقتصر «٥٩» على ما مر فأن فيه كفاية ومجزا، ولما يأتي مما لم نذكره مثالا ومحتدا ان شاء الله وبه القوة والحول.