الطرق ومواضع السكك والمسالك، الى جميع النواحي، فانا لم نذكره ولا غنى بصاحب هذا الديوان، أن يكون معه منه ما لا يحتاج في الرجوع فيه الى غيره، وما أن سأله عنه الخليفة في وقت الحاجة الى شخوصه وانفاذ جيش يهمه أمره، وغير ذلك مما تدعو الضرورة الى علم الطرق بسببه، وجد عتيدا عنده ومضبوطا قبله، ولم يحتج الى تكلف عمله، والمسألة عنه. فينبغي أن تكون الان نأخذ في ذكر ذلك وتعديده بأسماء المواضع وذكر المنازل، وعدد الاميال، والفراسخ وغيره من وصف حال المنزل في مائه، وخشونته، وسهولته، أو عمارته «٥» أو ما سوى ذلك من حاله.
ونبدأ بالطريق المأخوذ فيه من مدينة السلام، الى مكة. وهو المنسك الاعظم، وبيت الله الاقدم، ونأخذ بعد البلوغ اليه بذكر ما بعده من الطريق الى اليمن، ثم في سائر الجهات المقاربة له وتسميته ان شاء الله.
فمن «٦» مدينة السلام، الى جسر كوثي على نهر الملك، سبعة فراسخ.
ومن جسر كوثي الى قصر ابن هبيرة خمسة فراسخ. ومن قصر ابن هبيرة الى سوق أسد سبعة فراسخ. ومن سوق أسد الى شاهي «٧» خمسة فراسخ.
ومن شاهي الى مدينة الكوفة خمسة فراسخ. ومن الكوفة الى القاسية خمسة عشر ميلا. ومن القادسية الى العذيب ستة أميال، العذيب كانت مسلحة بين «٨» العرب وفارس في حد البرية، وبها حائطان متصلان من القادسية الى العذيب، ومن الجانبين كليهما نخل، واذا خرج منه الخارج، دخل المفازة، ومن العذيب الى المغيثة، وفيها برك، أربعة عشر ميلا. ومن المغيثة الى القرعاء، وهي منزل وفيه آبار، اثنان وثلاثون ميلا. ومن القرعاء الى