٤- العصر التركي: من سنة ٦٥٦هـ ينتهي بحكم محمد علي لمصر سنة ١٣٢٠هـ. وقد يقسم قسمين: عصر المماليك وعصر العثمانيين.
٥- العصر الحديث: من عهد حكم محمد علي لمصر سنة ١٢٢٠هـ إلى اليوم.
وليس معنى هذا التقسيم أن أدب كل عصر ينتهي بانتهاء عصره فذلك مستحيل؛ لأن الأدب نتاج فكري إنساني متصل الحلقات، كل منها تعتمد على ما سبق، فالهيكل العام بناء عام مكون من لبنات، وإن كان لكل لبنة طبيعتها ونوعها وشكلها بحسب الوقت الذي وجدت فيه، فهذا التقسيم زمني فقط، ويقصد به محاولة الإحاطة والشمول بقدر الإمكان وبأقصى تفصيل مستطاع لهذه الظاهرة الإنسانية التي تتأثر بما يتأثر به الإنسان.
والمقصود بدراسة تاريخ الأدب في العصر الجاهلي؛ هو معرفة أحوال النتاج الأدبي للعرب قبل ظهور الإسلام، وهذا العصر لا يمكن تحديد مدته بالضبط، فهو يبدأ من نشأة العرب، وهذه النشأة غير معروفة الزمن، وينتهي بمجيء الدعوة الإسلامية.
وفي هذا العصر بدأ الأدب العربي، وتطور على مر الزمن تبعًا لتطور الإنسان بتعاقب الأجيال. ولو أن هذا النتاج حفظ منذ نشأته إلى نهاية العصر الجاهلي لعرفنا مراحل نموه وتطوره. فما بين أيدينا من التراث الأدبي لهذا العصر، لا يمثل إلا قمة التطور للنتاج الأدبي عند العرب، فما أثر للعرب من هذا العصر إنما هو فن أدبي كامل النضج، ولم يعثر الباحثون على ما سبق للعرب من محاولات أدبية، وأقدم نص في التراث الأدبي للعرب الجاهليين لا يتعدى قرنين من الزمان قبل ظهور الإسلام.
وقد أشرنا -فيما سبق- إلى أن الأدب تختار كلماته اختيارًا دقيقًا، وتوضع وضعًا خاصًّا، ولكن الأديب -مع هذا- حينما يصنع نصه الأدبي، قد يتخذ أسلوبا حرًّا طليقًا من القيود والالتزامات من حيث الإيقاع والتنغيم، وقد ينحو منحى يلتزم فيه بتقسيم معين، وإيقاع خاص، وتنغيم لا يتغير في أية جزئية من النص من أوله إلى نهايته، والنوع الأول هو النثر، والنوع الثاني هو الشعر.
وقد تبين لنا في القسم الثاني من هذا الكتاب أن لدينا عددًا من مصادر الأدب الجاهلي تضم كثيرًا من النصوص الجاهلية التي جاءت إلينا عن طريق الرواة الموثوق بأمانتهم وصدقهم،