للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيّ مكلل١٥

يضيء سناه أو مصابيح راهب ... أهان السليط بالذبال المفتل ١٦

قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين العذيب بعد ما متأمل ١٧

علا قطنًا بالشيم أيمن صوبه ... وأيسره على الستار فيذبل ١٨

فأضحى يسح الماء في كل تلعة ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل١٩

ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل٢٠

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أجمًا إلا مشيدًا بجندل٢١

كأن ثبيرا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل ٢٢

كأن ذرا رأس المجيمر غدوة ... من السيل والغثاء فلكة مغزل٢٣

وألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ذي العياب المحمل٢٤


١٥ وميضه: بريقه، كلمع اليدين: حركتهما، حبي: سحاب، مكلل: بعضه فوق بعض.
١٦السنا: الضوء. أما السناء بالمد فهو الجد والشرف، السليط: الزيت "عند عامة العرب"، ودهن السمسم "عند أهل اليمن"، الذبال: جمع ذبالة وهي الفتلة والجمع فتائل.
١٧ معناه: قعدت لذلك السحاب أنظر من أين يجيء المطر. وضارج والعذيب: موضعان. بعدما متأمل: أي بعد ما تأملت أي تبينت. وما اسم موصول بمعنى الذي. أو زائدة. ومتأمل مخفوض بإضافة بعد إليه.
١٨ قطن: جبل في أرض بني أسد. الشيم: النظر إلى البرق أين هو، يقال: شم البرق أي انظر أين هو. الستار ويذبل: جبلان. الصوب: نزول المطر.
١٩ يسح: يصب، التلعة: مسيل الماء، الأذقان: شجر، ويكب على الأذقان: معناه يقلع الشجر، الدوح: العظام من الشجر، واحدته دوحة، الكنهبل: شجر من أعظم العضاة. وواحد العضاة عضة.
٢٠القنان: جبل بني أسد، النقيان: أصله ما تطاير من الرشاء عند الاستقاء، وهو هنا ما شذ عن معظمه، العصم: تيوس الجبال، واحدها أعصم، وهو الذي يخالط بياضه حمرة.
٢١ تيماء: قرى بالحجاز معروفة، الأجم والآجام: البيوت المسقفة، يقصد أن هذا السيل مر كذلك بتيماء، فاقتلع جذوع النخل، وجميع البيوت إلا ما كان منها مشيدًا بالحجارة والجص.
٢٢ ثبير: جبل بمكة، عرانين: أوائل، الوبل: المطر العظيم الشديد الوقع، البجاد: كساء للأعراب من وبر الإبل وصوف الغنم مخطط، مزمل: ملتف، يريد أن الجبل حينما غطاه الماء كان يشبه شيخًا في كساء مخطط، وذلك رأس الجبل حينما غطاه الماء كان يشبه شيخًا في كساء مخطط؛ وذلك لأن رأس الجبل يضرب إلى السواد والماء حوله أبيض.
٢٣ المجيمر: أرض لبني فزارة، الغثاء: ما يحمله السيل، فلكة مغزل: ما استدار فوق رأسه.
٢٤ صحراء الغبيط: أرض بني يربوع، بعاعه: ثقله. العياب: الحقائب. جمع عيبة، يقصد أنه ألقى بمياهه فخرج بسببه نبات وزهر مختلف ألوانه، كاختلاف ألوان الثياب اليمانية حتى ينشرها التاجر فيكون بعضها أحمر وبعضها أصفر وبعضها أخضر.

<<  <   >  >>