للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعود قومه هرم عليه ... ومن عاداته الخلق الكريم٢٧٠

كما قد كان عودهم أبوه ... إذا أزمت بهم سنة أزوم٢٧١

لينجوا من ملاومها، وكانوا ... إذا شهدوا العظائم لم يليموا ٢٧٣

كذلك خيمهم ولكل قوم ... إذا مستهم الضراء خيم٢٧٤

وقال في مدح حصن بن حذيفة بن بدر٢٧٥:

وأبيض فياض يداه غمامة ... على معتفيه ما تغب فواضله

بكرت عليه غدوة فرأيته ... قعودًا لديه بالصريم عواذله

يفدينه طورًا وطورًا يلمنه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله

فأقصرن منه عن كريم مرزء ... عزوم على الأمر الذي هو فاعله

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله

تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله

وذي نسب ناء بعيد وصلته ... بمال وما يدري بأنك واصله

وذي نعمة تممتها وشكرتها ... وخصم يكاد يغلب الحق باطله

دفعت بمعروف من القول صائب ... إذا ما أضل الناطقين مفاصله

وذي خطل في القول يحسب أنه ... مصيب فما يلمم به فهو قائله

عبأت له حلمًا وأكرمت غيره ... وأعرضت عنه وهو باد مقاتله

حذيفة ينميه وبدر كلاهما ... إلى باذخ يعلو على من يطاوله

ومن مثل حصن في الحروب ومثله ... لإنكار ضيم أو لأمر يحاوله

أبى الضيم والنعمان يحرق نابه ... عليه فأفضى والسيوف معاقله


٢٧٠ عود قومه عليه: جعل لهم عادة عليه.
٢٧١ أزمت: أصابتهم شدة. أزوم: صعبة شديدة.
٢٧٢ عظيمة مغرم: غرامة عظيمة، أي كبرت عليهم أن يحملوها، فيحملها هرم. تهم الناس: تثير الهموم لديهم.
٢٧٣ الملاوم: جمع ملامة. لم يليموا. أي لم يأتوا شيئًا يستحقون عليه أن يلومهم الناس.
٢٧٤ الخيم: الشيمة والطبيعة.
٢٧٥ ديوان زهير، ص ٤٦.

<<  <   >  >>