للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول ألا تبكي أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن بنيت على الصبر٣٥٠

فقلت أعبد الله أبكى أم الذي ... له الجدث الأعلى قتيل أبي بكر٣٥١

وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وعز المصاب حثو قبر على قبر٣٥٢

أبى القتل إلا آل صمة أنهم ... أبوا غيره والقدر يجري إلى القدر٣٥٣

فإما ترينا لا تزال دماؤنا ... لدى واتر يسعى بها آخر الدهر٣٥٤

فإنا للحم السيف غير نكيرة ... ونلحمه حينًا وليس بذي نكر٣٥٥

يغار علينا واترين فيشتفى ... بنا إن أصبنا أو نغير على وتر٣٥٦

قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا ... فما ينقضي إلا ونحن على شطر٣٥٧

وقال دريد بين الصمة يرثي أخاه:

تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا ... فقلت أعبد الله ذلكم الردي٣٥٨

فجئت إليه والرماح تنوشه ... كوقع الصياصي في النسيج الممدد٣٥٩


٣٥٠ مكان البكا: بيان لاستحقاق أخيه أن يبكيى عليه، أي هذا محل البكاء على أخيى
٣٥١ الجدث: القبر الأعلى: الأشرف.
٣٥٢ عبد يغوث: هو اسم أخيه، وقتلته بنو مرة. حجل الطير: نزا في مشيه. المصاب: المصيبة، وحثو: بدل منه. والمعنى: لقد تتابعت المصائب فهي كحثو قبر على قبر، فماذا ينفع البكاء.
٣٥٣ آل صمة: أولاده. وكان لدريد إخوة كلهم قد قتل. والقدر يجري ... إلخ: معناه أنهم قدروا للقتل، كذلك القتل قدر لهم.
٣٥٤ الواتر: هو الذي قتل له قتيل، وهو يسعى في ثأره.
٣٥٥ يقصد: فإما ترى أنا لا تزال دماؤنا أبد الدهر عند واترين يسعون بها، فإنا نخاطر بأرواحنا. فنقتل ونقتل، وليس ذلك بمنكر فينا ومنا.
٣٥٦ المعنى أن أعدائنا إما أن يغيروا علينا طالبين ثأرهم عندنا فيصيبون منا ما يشتفون به، وإما أن نغير عليهم لنأخذ بثأرنا، يريد أنا دأبنا ذلك.
٣٥٧ يريد أننا قسمنا الدهر قسمين: نغير على الأعداء وننتصر، أو يغيرون علينا ليأخذوا بثأرهم.
٣٥٨ ديوان الحماسة جـ١ ص ٣٣٧.
٣٥٩ قالوا: أهلك راكبوا الخيل فلانا الفارس فقلت: أعبد الله أخي ذلك المقتول. قال ذلك إنكارا لقتله واستعظاما؛ لأنه يعلم إقدامه وشجاعته في الحرب، تنوشه: تتناوله، والصياصي: جمع صيصة وهي شوكة يمررها الحائك على الثوب وقت نسجه.
النسيج المنسوج- والمعنى أتيت عبد الله والحال أن الرماح تتناوله ولها صوت كصوت شوكة الحائك في الثوب الذي ينسجه.

<<  <   >  >>