للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع

وقد حال هم دون ذلك شاغل ... مكان الشغاف تبتغيه الأصابع٣٩٤

وعيد أبي قابوس في غير كنهه ... أتاني ودوني راكس والضواجع٣٩٥

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع٣٩٦

يسهد من ليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع٣٩٧

تناذرها الراقون من سوء سمها ... تطلقه طورا وطورا تراجع٣٩٨

أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع٣٩٩

مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع٤٠٠

لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلا على الأقارع

أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغي من تجادع٤٠١

أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة ... له من عدو مثل ذلك شافع٤٠٢

أتاك بقول هلهل النسج كاذب ... ولم يأت بالحق الذي هو ناصح

أتاك بقول لم أكن لأقوله ... ولو كبلت في ساعدي الجوامع٤٠٣


٣٩٤ الشغاف: حجاب القلب، وهو أيضا داء يكون تحت الشراسيف في الشق الأيمن تبغيه أصابع المطببين. يقول: وقد حال دون البكاء على الديار دخل في الفؤاد حتى أصابه منه داء.
٣٩٥ في غير كنهه: في غير موضعه واستحقاقه. ووعيد أبي قابوس هنا بيان للهم الذي ذكره في البيت السابق وراكس والضواجع: واديان.
٣٩٦ ساورتني: وثبت علي. ضئيلة: حية قليلة اللحم شديدة السم. الرقش: جمع رقشاء وهي التي فيها نقط سود وبيض.
٣٩٧ ليل التمام: الليل الطويل. السليم: الملدوغ، قالوا عنه ذلك تفاؤلًا بسلامته. وكانوا يعلقون على الملدوغ حلي النساء ليبرأ. القعاقع: الأصوات الشديدة.
٣٩٨ تناذرها الراقون: أنذر بعضهم بعضًا ألا يتعرضوا لها. تطلقه طورًا: تخفف الأوجاع عن الملدوغ تارة.
٣٩٩ تستك: تسد وتصم الآذان.
٤٠٠ مثلك: أي أهل القوة والسلطان. رائع: فظيع مفزع.
٤٠١ بطلًا: باطلًا. الأقارع: بنو قريع بن عوف، وكانوا قد وشوا به إلى النعمان. لا أحاول غيرها: أي لا أحاول هجاء غيرها. تجادع: تشاتم.
٤٠٢ شافع: أي معه آخر. يقصد أتاك رجل من أعدائي مضمر ساتر لعداوته ومعه رجل آخر يقول بقوله.
٤٠٣ الجوامع: الأغلال: يقول: إن هذا القول الذي نقل إليك لم أكن لأقوله لو حبست ووضعت في يدي الأغلال.

<<  <   >  >>