للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حلفت ولم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع٤٠٤

بمصطحبات من لصاف وثيرة ... يزرن إلالًا سيرهن التدافع٤٠٥

سمامًا تباري الريح خوصًا عيونها ... لهن رزايا بالطريق ودائع٥٠٦

عليهن شعث عامدون لحجهم ... فهن كأطراف الحني خواضع٤٠٧

لكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع٤٠٨

فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب ... ولا حلفي على البراءة نافع٤٠٩

ولا أنا مأمون بشيء أقوله ... وأنت بأمر لا محالة واقع

فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المتنأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع٤١٠

أتوعد عبدًا لم يخنك أمانة ... ويترك عبد ظالم وهو ظالع٤١٠

وأنت ربيع ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع٤١٢

أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر معروف ولا العرف ضائع

وتسقى إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسك كانع٤١٣


٤٠٤ ذو أمة: الأمة: بالضم والكسر: الدين والاستقامة.
٤٠٥ لصاف وثيرة: موضعان، إلال: جبل عن يمين الإمام بعرفة. ومعنى البيت أنه أقسم بالإبل التي يمتطيها الحجاج إلى مكة فيدفع بعضها بعضا حين تسير.
٤٠٦ السمام: طائر شديد الطيران. تباري: تسابق. خوصًا: غائرة العيون من الجهد. رزايا: جمع رزية وهو المتروك المطروح من الإبل. ودائع: أي تركت في الطريق كأنها وديعة فيه.
٤٠٧ شعث: جمع أشعث، وهو المتغير الشعر من طول السفر. عامدون: قاصدون. الحني: القسي. خواضع: من الخضع، وهو تطامن العنق ودنو الرأس إلى الأرض. شبه الطوق في انحنائهن من الضمر بالقسي.
٤٠٨ العر: بفتح العين: الجرب. وبضمها: قروح تخرج في أعناق الإبل فإذا أرادوا أن يعالجوه كووا بعيرًا آخر صحيحًا فيبرأ المريض - ويقصد الشاعر أن يقول للنعمان: إنك تؤاخذني بذنب جانٍ مجرم وتتركه هو.
٤٠٩ إذا فتح التاء في "كنت" نصب ما بعدها، فتقول: فإن كنت لا ذا الضغن عني مكذبًا وإذا ضمت رفع ما بعدها.
٤١٠ خطاطيف: جمع خطاف وهو ما يدلى في البئر لجذب ما فيه. حجن: جمع أحجن، وهو الأعوج، نوازع: جواذب.
٤١١ الظالع: المائل الجائر عن الحق.
٤١٢ أعيرته المنية: أخذته المنية استعارة.
٤١٣ غير مصرد: من التصريد وهو شرب دون الري. زوراء: دار بالحيرة للنعمان. كانع حاضر.

<<  <   >  >>