كتاب في تاريخ الأدب الجاهلي

أغراض الشعر الجاهلي - في الحياة والناس - ص: 427

تألق في عين من المزن وادق ... له هيدب داني السحاب دفوق٥٠٥

أضفت فلم أفحش عليه ولم أقل ... لأحرمه: إن المكان مضيق٥٠٦

فقلت له أهلًا وسهلًا ومرحبًا ... فهذا صبوح راهن وصديق٥٠٧

وقمت إلى البرك الهواجد فاتقت ... مقاحيد كوم كالمجادل روق٥٠٨

بأدماء مرباع النتاج كأنها ... إذا عرضت دون العشار فنيق٥٠٩

بضربة ساق أو بنجلاء ثرة ... لها من أمام المنكبين فتيق٥١٠

وقام إليها الجازران فأوفدا ... يطيران عنها الجلد وهي تفوق٥١١

فجر إلينا ضرعها وسنامها ... وأزهر يحبو للقيام عتيق٥١٢

بقير جلا بالسيف عنه غشاءه ... أخ بإخاء الصالحين رفيق٥١٣

فبات لنا منها وللضيف موهنًا ... شواء سمين زاهق وغبوق٥١٤

وبات له دون الصبا وهي قرة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق٥١٥

---

٥٠٥ تألق: تلمع. أي البروق. عين: مطر أيام لا يقلع. المزن: السحاب الأبيض. الوادق: الداني من الأرض. هيدب: شيء يتدلى من السحاب مثل الهدب.
٥٠٦ أضفت: أنزلته ضيفًا مكرمًا. لم أفحش: لم أقابله بسوء.
٥٠٧ الصبوح: الشرب في الصباح. الراهن: الدائم الثابت.
٥٠٨ البرك: إبل الحي كلهم. الهواجد: النيام. والهادج من الأضداد، يقال للنائم، ويقال للمتيقظ بالليل المتهجد بالقراءة والصلاة. فاتقت: تحاشت وتباعدت الشر عنها، أي جعلت بيني وبينها الأدماء التي في البيت التالي. مقاحيد: إبل عظام الأسنمة.
الكوم: جمع كوماء وهي الناقة الضخمة. المجادل جمع مجدل وهو القصر. روق: خيار.
٥٠٩ الأدماء: البيضاء. مرباع النتائج: يكون نتاجها في أول الربيع. وذلك أقوى لولدها. العشار: جمع عشراء، وهي الناقة التي مضى عليها من لقحها عشرة أشهر، فنيق: فحل، شبه هذه الأدماء بها لعظمها، والمعنى أن هذه الإبل اتقت العقر عنها بهذه الناقة التي كانت أكرمهن وأفضلهن لقرى الضيف فكأنها كانت الواقية للأخريات.
٥١٠ بضربة ساق: قطع عراقيبها بسيفه. نجلاء: طعنة واسعة. ثرة: واسعة مخرج الدم. الفتيق: يريد أنه طعنها في لبتها، وهي أمام منكبيها.
٥١١ أوفدا: ارتفعا، أي علوا عليها لعظمها. تفوق: تجود بنفسها.
٥١٢ الأزهر: الأبيض، يريد ولدها. عتيق: كريم. يريد أنه نحر أحسن الإبل عنده وهي العشراء.
٥١٣ بقير: مشقوق عنه غشاؤها، صفة الأزهر.
٥١٤ موهنا: بعد وقت من الليل قريب من نصفه. الزاهق: الذي ليس بعد سمنه سمن. غبوق: شراب المساء.
٥١٥ دون الصبا: دون ريح الصبا. قرة: باردة.