بكت السما والأرضُ يومَ وفاته ... وبكى عليه الوحي والتنزيل
والشمس والقمرُ المنير تناوَحا ... حزناً عليه وللنجوم عويلُ
والأرض خاشعةٌ تبكِّي شجْوها ... ويلي تولول أين إسماعيل
إن الإمام الفرد في آدابه ... ما إن له في العالمين عديل
لاتخدنك مني لحياة فإنها ... تلهى وتنسي والمنى تضليل
وتأهبنْ للموت قبل نزولهِ ... فالموتُ حتمٌ والبقاء قليلُ
قال ابن نقطة في "تكملة الإكمال": ذكر عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر ترجمة حسنة، فيها حكايات من فضائله.
وقال الذهبي في "النُّبَلاء": أطنب عبد الغافر في وصفه، وأسهب. وقال في "التاريخ": وقد طوَّل عبد الغافر ترجمته شيخ الإِسلام، وأطنب في وصفه. وقال السبكي في "طبقاته" بعد نقله كلام عبد الغافر الآنف الذكر:
هذا كلام عبد الغافر، وقد اشتمل من ترجمة شيخ الإسلام على ما فيه مَقْنَع وبلاغ.
وقال السمعاني في "الأنساب": كان إماماً مفسراً محدثاً فقيهاً، واعظاً خطيباً، أوحد وقته في طريقته، وعظ المسلمين في مجالس التذكير ستين سنة، وخطب على منبر نيسابور نحواً من عشرين سنة، سمع منه جماعة من أقرانه، مثل أبي بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي، وجماعة سواه، وسمع منه الحديث عالم لا يحصون بخراسان إلى غَزْنة وبلاد الهند، وبجرجان، وطبرستان، والثغور إلى حران، والشام، وبيت المقدس، والحجاز، وبلاد أذربيجان، ودفن بمدرسته بسكة حرب بجنب أبيه، وزرت قبره ما لا أحصيه كثرة، ورأيت أثر الإجابة لكل دعاء دعوته ثم والله، الله يغفر له. وقال ابن