للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عساكر في "تاريخه": الحافظ الواعظ المفَسّر، قدم دمشق حاجاً سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وحدث بها وقعد مجلس التذكير. وقال الرافعي في كتاب "الأمالي": نشر العلم إملاءً، وتصنيفاً، وتذكيراً، واستفاد منه الناس على اختلاف طبقاتهم. وقال عماد الدين إسماعيل أبي الفداء في "المختصر في أخبار البشر": مقدم أصحاب الحديث بخراسان، وكان فقيهاً خطيباً إماماً في عدة علوم. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإِمام العلامة، القدوة المفسِّر، المذكر، المحدث شيخ الإِسلام، ... ، كان من أئمة الأثر، له مصنف في السنة واعتقاد السلف، ما راه مُنْصِفٌ إلا اعترف له. وفي "تاريخ الإِسلام": ولأبي عثمان مصنَّف في السُّنة واعتقاد السلف، أفصح فيه بالحق، فرحمه الله ورضي عنه. وقال في "العبر": شيخ خراسان في زمانه. وقال السبكي في "طبقاته": الفقيه، المحدث، المفسِّر، الخطيب، الواعظ، المشهور الاسم، الملقب بشيخ الإِسلام، لقَّبه أهل السنة في بلاد خراسان، فلا يَعْنُون عند إطلاقهم هذه اللفظة غيره، ... ، وبالجملة كان مجمَعاً على دينه، وسيادته وعلمه، لا يختلف عليه أحد من الفِرَق، وقد حدث عنه البَيْهقي وهو من أقرانه، وقال فيه: إنه إمام المسلمين حقاً، وشيخ الإسلام صدقاً. وأهل عصره كلُّهم مذعنون لعُلوِّ شأنه في الدين والسيادة، وحسن الاعتقاد، وكثرة العلم، ولزوم طريقة السَّلف، ... ، ولو لم يكن في ترجمته هذا الرجل، إلا ما حكيناه من قول البَيْهقي فيه، يكفي في الدلالة على عُلُوِّ شأنه، فما ظنك بما تقدم من كلام أئمة عصره. وقال ابن ناصر الدمشقي في "بديعته":

كالحافظ العلامة المَصُونِ ... ذاك أبو عثمان الصَّابوني

<<  <   >  >>