وقال في "شرحهاها"ـ: كان إماماً حافظاً، عمدة، مقدماً في الوعظ والأدب وغيرهما من العلوم، وحفظه للحدلث وتفسير القرآن معلوم، ومن مصنفاته كتاب "الفصول في الأصول". وقال ابن القيم في "اجتماع الجيوش": إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته.
قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: ومما يحكى عن هذا الإِمام ما ذكره ابن العديم في "بغية الطلب"، بإسناده إلى أبي محمَّد الحسن بن أحمد السمرقندي أنه قال: لما عزم شيخ الإِسلام أبو عثمان الصابوني على الحج؛ فابتكر يوماٌ وقد أسرجت الدواب، وزمت الركاب، وهيئت الأقتاب، وهو يبكي مودعاً أهله وينشد هذه الأبيات:
ماكنت أعلم ما في البين من جزع ... حتى تنادوا بأن قد جيء بالسفن
قالت تودعني والدمع يغلبها ... كما يميل نسيم الريح بالغصن
وأعرضت ثم قالت وهي باكية ... يا ليت معرفتي إياك لم تكن
ولها قدم من الحج مدحه الشيخ أحمد بن عثمان الخُشْنامي بقصيدة يهنئه بالقدم من الحج، قال فيها:
من أبر شهر (١) الآن إذْ هبّت بها ... ريحُ السعادةِ بُكرةً وأصيلاً
بقدم من أضحى فريد زمانه ... أعني أبا عثمان إسماعيلا
فضلاً وعقلاً واشتهار صيانةٍ ... وعُلوَّ شأنٍ في الورى وقبولا
من شاء أن يلقى الكمال بأسرِهِ ... خَدَمَ أحساباً ربَّهُ المأمولا