وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فينا زمانًا ... برضوى عنده عسل وماء
وله في استبطاء خروج المهدي المختفي أبيات منها:
ألا قل للموصي فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
وقال جمهور الشيعة الأمامية: إن للسيد الحسن العسكري ولدًا اسمه محمد، وأنه اختفى صغيرًا، وأنه لا يموت، وأنه المهدي المنتظر، وأنه سيخرج فيملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا، وفي اعتقادهم أنه لا يصلح جميع الناس حتى يخرج المهدي، وأنه لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورًا، واتفق جمهور علماء الأنساب على أن السيد الحسن العسكري ليس له ولد.
ومن اللطائف في هذا المقام الجارية مجرى الإفحام: ما وقع لأبي الفتح المقدسي الشافعي مع أحد رؤساء الشيعة الأمامية، فإن الشيعي أخذ يشكو فساد الخلق، وأن الأمر لا يصلح إلا بخروج المهدي المنتظر، فقال له المقدسي: هل لخروجه ميقات معلوم؟ قال الشيعي: نعم، له ميقات معلوم، قال المقدسي: متى يكون؟ قال الشيعي: إذا فسد الخلق كلهم. قال المقدسي: فلماذا تكونون سببًا في حرمان الأمة من خروجه، قد فسد جميع الناس إلا إياكم فلو فسدتم واتبعتم مذهبنا لخرج المهدي للناس، فلماذا لا تُطلِقونَه من سجنه؟ فأفحم الشيعي.
تلقف السامعون قصة الإمام المنتظر فرام كل قائم بدولة أن يدخل تحت مظلتها ويجعل أخبارها مطابقة لنزعته فإن هو روج ذلك بين طوائف من الناس قلب تلك المظلة راية مبرزًا للناس مؤيدًا نحلته ورأيه، وقد قلت آنفًا: إن من شأن الذين يصنعون أخبار المهدي أن يدسوا فيها ذكر أمارات تناسب حالهم أو صفاتهم أو أسماءهم أو مواطنهم، وربما ارتقوا إلى التصريح بأسماء بعض دعاتهم فإن أعوزهم