المقتضى أن يكون معظم حياة المجدد في رأس القرن؛ إذ العمل من أثر الحياة لا من مقارنة الممات.
الوجه الثاني: أنه جعل ابتداء عد رأس القرن من يوم الهجرة، وشأن العد أن يكون من يوم الوعد بذلك، فإن اعتبار سنة الهجرة مبدأ للقرون الإسلامية أمر اصطلح عليه المسلمون بعد وفاة رسول الله في خلافة عمر، فكيف يفسر به كلام واقع قبل ذلك بسنين! .
[رأي ابن السبكي في نعت المجدد وزمنه]
قال تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي في كتاب «طبقات الشافعية» في مقدمته المسهبة، وذكر حديث أبي هريرة في المجدد والحديث الذي فيه زيادة:(من أهل بيتي)، وذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: نظرت في سنة مائة فإذا هو رجل من آل رسول محمد بن إدريس الشافعي، ثم قال ابن السبكي: «ولأجل ما في هذه الرواية الثانية من الزيادة (أي: زيادة من أهل بيتي) لا أستطيع أن أتكلم في المئين بعد الثانية فإنه لم يذكر فيها أحد من آل النبي - عليه السلام -، ولكن هنا دقيقة وهي أنا لم نجد بعد المائة الثانية من هو بهذه المثابة ووجدنا جميع من قيل إنه المبعوث في رأس كل مائة سنة ممن تمذهب بمذهب الشافعي فعلمنا أنه (أي: الشافعي) الإمام المبعوث الذي استقر أمر الناس على قوله، وبعث بعده في رأس كل مائة سنة من يقرر مذهبه، ولهذا يتعين عندي تقديم ابن سريج في الثالثة على الأشعري، فإن الأشعري وإن كان أيضًا شافعي المذهب إلا أن قيامه كان للذب عن أصول العقائد دون فروعها، فكان ابن سريج أولى بهذه المرتبة لاسيما ووفاة الأشعري تأخرت عن رأس القرن إلى بعد العشرين، وعندي أنه لا يبعد أن يكون كل منهما مبعوثًا، هذا في فروع الدين وهذا في أصوله وكلاهما شافعي، وأما المائة الرابعة فقد قيل: إن الشيخ أبا حامد الإسفراييني هو المبعوث فيها، وقيل: بل