النار إلا ما حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود»، وزاد مسلم عن حذيفة:«ويقوم محمد فيؤذن له فيضرب الصراط ويمر الناس على الصراط فيمر الأول كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرحال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار».
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك يزيد بعضهم على بعض عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال:«لكل نبي دعوة مستجابة فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا» وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قبله» وفي صحيح مسلم عن أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انا اول الناس يشفع في الجنة».
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يخرج قومًا من النار بالشفاعة» يريد بشفاعة محمد؛ لأن التعريف للعهد.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل بأسانيدهم عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، قال الترمذي: هو حديث صحيح غريب.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله: أن مقام محمد المحمود هو الذي يخرج الله به من يخرج من النار.
فشفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة أمر ثابت على الجملة بأدلة القرآن، قال الله تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}[البقرة: ٢٥٥]، وقال تعالى:{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}[سبأ: ٢٣]، وثبوتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأدلة من القرآن، قال تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[الإسراء: ٧٩]، وبما ثبت في الصحيح ورويناه آنفًا.
[والشفاعات على ما حققه أئمتنا خمسة أقسام]
الأول: الشفاعة إلى الله في إراحة الأمم من هول الموقف بأن يعجل حسابهم.