للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك ما رواه أنس قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَلَوْ أمرتَ أمهات المؤمنين بِالحِجَابِ، فأنزل اللَّهُ آية الحِجَابِ) (١).

وهي التي أخبر عنها الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه وما بعدها من الآيات في الأمر بإدناء الجلابيب، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وطريق الجمع بينها أن أسباب نزول الحجاب تعددت وكانت قصة زينب آخرها للنص على قصتها في الآية، والمراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى {يدنين عليهن من جلابيبهن})] الأحزاب ٥٩ [(٢) انتهى.

قال أنس ابن مالك رضي الله عنه: (كنت ابن عشر سنين مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أمهاتي يواظبنني على خدمة رسول الله فخدمته عشر سنين وتوفي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشرين سنة وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل وكان أول ما أنزل في مبتنى رسول الله بزينب بنت جحش أصبح النبي بها عروساً فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي رهطٌ منهم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطالوا المكث - وفي رواية - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ وزوجته موليةٌ وجهها إلى الحائط فقام النبي فخرج وخرجتُ معه لكي يخرجوا فمشى ومشيت حتى جاء عتبة حجرة عائشة -وفي رواية - فانطلق إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك


(١) أخرجه البخاري وغيره.
(٢) انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري (قوله باب خروج النساء إلى البراز).

<<  <   >  >>