للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وجوب الاعتصام بالقرآن والسنة]

ولأبي بكر بن أبي شيبة، وعبدِ بن حُميد في مسنديهما، عن زيد بن ثابت

رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني تارك فيكم ما إن تسمكتم به لن تضلوا، الخليفتَيْن: كتاب الله، وعتْرَتِي، وأنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظر كيفِ تَخْلُفوُني فيهما.

وروى من أوجه كثيرة عن عِدة من الصحابة، رضي الله عنهم في

خطبة حَجة الوداع، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: وقد تركت فيكم أيها الناس ما إن اعتصمتم به، لن تضلوا، كتابَ الله وسُنَةَ نبيه.

وروى البزار بإسناد ضعيف، عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: إني

خَلَّفت فيكم شيئين لن تضلواِ بعدهما أبداً ما أخذتم بهما: كتاب الله وسُنَتي.

لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحَوْض.

ولأبي نعيم بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال:

خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي تُوفًي فيه، ونحن في صلاة الغداة فقال: إني تركت فيكمِ كتابَ الله وسُنتي، فاستَنْطِقُوا القرآنَ بسنتي، فإنه لن تعمى أبصارُكم، ولن تزِلَّ أقدامكم ما أخذتم بهما.

واستتدل أبو نعيم بذلك على أنه أراد بقوله: وعِتْرتي، سنَتَهُ وبَيَانَهُ

للقرآن.

وعترته من أعلم الناس بأحواله وأفعاله، وأحكامه وسنته، فلذا حضَّ

على الاقتداء بهم، والأخذ عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>