ومقصودها: الاستدلال على ما دعا إليه الكتاب في السور الماضية من
التوحيد بأنه سبحانه الحائز لجميع الكمالات، من الإيجاد والإعدام، والقدرة
على البعث وغيره.
وأنسب الأشياء المذكورة فيها لهذا المقصد: الأنعام. لأن الإِذن فيها -
كما ذكرته في أصل هذا الكتاب - مسبَّب في قوله:(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ، عما ثبت له من الفلق، والتفرد بالخلق، وتضمن باقي
ذكرها إبطال ما اتخذوه من أمرها دينا، لأنه لم يأذن فيه، ولا إذن لأحد معه، لأنه المتوحد بالألوهية، لا شريك له، وحصر المحرمات من المطاعم التي جلّها في هذا الدين وغيره.
فدل ذلك على إحاطة علمه اللازم عنه شمول القدرة، وسائر