وحق القرآن لأكرمن أهل القرآن يا حمزة، سيما إذا عملوا بالقرآن كلامي، وما أحببت أحداً كحبي أهل القرآن، أدن يا حمزة، فدنوت فضمخني بالغالية (١) ، ثم قال: ليس أفعل بك وحدك، قد فعلت ذلك بنظرائك: من فوقك، ومن دونك، ومن أقرأ القرآن كما أقرأت لم يرد به غيري، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر، فاعلم أصحابك بمكاني من حبي لأهل القرآن وفعلى بهم، فهم المصطفون الأخيار ولا أذنا سمعته، ولا عينا نظرته، فقلت: سبحانك، سبحانك أي رب. فقال: يا حمزة، أي نظار المصاحف؟.
فقلت: يا رب أحفاظ هم؟. فقال: لا، ولكن أحفظه لهم
حتى يوم القيامة، فإذا لقوني رفعت لهم بكل آية درجة.
أفتلومني أن أبكي وأتمرغ في التراب؟
وسيأتي في سورة يس منام له أيضاً حسن.
(١) قال في اللسان. ٣ / ٣٧: الضْمخ: لطخ الجسد بالطيب، حتى كأنما يقطر.