بعد وقعة المريسيع، فرجع فركبت في أثره، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أتيت قوماً في جاهليتهم، أخذوا اللباس، ومنعوا الصدقة، فلم يغير النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت الآية:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ. . .) الآية. فأتى المصطلقيون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إثر الوليد بطائفة من
صدقاتهم يسوقونها، وبنفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، وأنهم خرجوا
يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه، فدفعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان معهم قالوا: يا رسول الله، بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك وقلنا: نتلقاه، فبلغنا رجعته، فخفنا أن يكون ذلك من سخطة علينا، وعرضوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشتروا منه ما بقي، وقبل منهم الفرائض، وقال: ارجعوا بنفقاتكم، لا نبيع شيئاً من الصدقات حتى نقبضه فرجعوا إلى أهليهم، وبعث إليهم من يقبض بقية صدقاتهم.
وفي رواية عن علقمة: أنه كان في وفد بني المصطلق على رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في أمر الوليد بن عقبة، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: انصرفوا غير محبوسين، ولا محصورين.
رواه الطبراني بإسنادين.
قال الهيثمي: في أحدهما يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه ابن حبان.