للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن في قوله قبل هذا: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ما يدل على أنه مالك الدنيا (١).

قال ابن كثير (٢): «وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة ...».

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} هذه الآية هي الآية الرابعة من الفاتحة، نصفها للرب - جل وعلا -، ونصفها للعبد كما قال الله - عز وجل - في حديث أبي هريرة: «فإذا قال العبد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ...» فقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} للرب تبارك وتعالى - مع ثلاث آيات قبلها، وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} للعبد، مع ثلاث آيات بعدها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣) في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: فهذا تفصيل لقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فهذا يدل على أنه لا معبود إلا الله، وأنه لا يستحق أن يعبد أحد سواه، فقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إشارة إلى عبادته بما اقتضته إلهيته من المحبة والخوف والرجاء والأمر والنهي. {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}


(١) انظر: «زاد المسير» ١: ١٣.
(٢) في «تفسيره» ١: ٥١.
(٣) في «مجموع الفتاوى» ١: ٨٩.

<<  <   >  >>