للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتكون الجملة اسمية (أى: وأنا أصك، وأنا أرهنهم) كما فى قوله تعالى: لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ (١) أى: وأنتم قد تعملون (وقيل:

الأول) أى: قمت وأصك وجهه: (شاذ، والثانى: ) أى: نجوت وأرهنهم (ضرورة، وقال عبد القاهر: هى) أى: الواو (فيهما للعطف) لا للحال؛ إذ ليس المعنى: قمت صاكا وجهه، ونجوت راهنا مالكا، بل المضارع بمعنى الماضى (والأصل): قمت (وصككت) ونجوت (ورهنت؛ عدل) عن لفظ الماضى (إلى) لفظ (المضارع حكاية للحال) الماضية؛ ...

===

(قوله: كما فى قوله تعالى إلخ) أى: وهذا كما قيل فى قوله تعالى إلخ، وفى التسهيل: إن المضارع المثبت إذا كان معه قد تجب فيه الواو ولا يرتبط بالضمير، وحينئذ فلا يحتاج لجعله اسمية بتقدير المبتدأ، فالكلام فى غير المقرون بقد، فالتنظير بالآية لا يتم

(قوله: وقيل) أى: فى الجواب عن ذلك

(قوله: شاذ) أى: واقع على خلاف القياس النحوى فلا ينافى الفصاحة ولا وقوعه فى كلام الله تعالى فى قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (٢) أى: كفروا حالة كونهم صادين عن سبيل الله قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ (٣) أى: قالوا ذلك، والحال أنهم كافرون بما وراءه كما مر فى الفصاحة.

(قوله: ضرورة) أى: دعت إليه الضرورة وهو أيضا شاذ

(قوله: وقال عبد القاهر) هو جواب ثالث

(قوله: إذ ليس المعنى إلخ) أى: لأنه يلزم عليه إما الشذوذ والضرورة أو حذف المبتدأ وفيه أنه إن كان هناك قرينة على أن المعنى ليس على الحالية فكلامه مسلم وإلا فلا يتم، إذ المتبادر من الكلام الحالية، فلعل الشيخ اطلع على دليل آخر حتى جزم بالنفى- كذا قرر شيخنا العدوى.

(قوله: عدل إلخ) هذا اعتذار عن عطف المضارع على الماضى

(قوله: حكاية للحال إلخ) أى: فهى مانعة من رعاية التناسب بين المعطوفين لما علمت من أن رعاية المعنى أوجب من رعاية اللفظ.


(١) الصف: ٥.
(٢) الحج: ٢٥.
(٣) البقرة: ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>