للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أى: الأزهار (مؤتلقة) - بالقاف- أى: لامعة (بين النبات الشديد الخضرة) حتى يضرب إلى السواد؛ فبهذا التأويل- أعنى: تخييل ما ليس بمتلون متلونا- ظهر اشتراك النجوم بين الدجى، والسنن بين الابتداع فى كون كل منهما شيئا ذا بياض بين شىء ذى سواد، ولا يخفى أن قوله: لاح بينهن ابتداع من باب القلب؛ أى: سنن لاحت بين الابتداع ...

===

الشباب الباقى على سواد ضرورة أن النجوم فى الدجى لم تشبه بنفس البياض فى السواد بل بالشعر الأبيض الكائن فى الأسود، فيقال النجوم فى الدجى كالشعر الأبيض فى الشعر الأسود حال ابتداء الشيب، ولذلك قال الشارح أى: أبيضه فى أسوده

(قوله: أى الأزهار) أشار به إلى أن الأنوار جمع نور- بفتح النون

(قوله: لامعة) لم يقل بيضاء؛ لأنه لا يلزم من لمعانها كونها بيضاء فقد يحصل اللمعان فى الأخضر مثلا

(قوله: بين النبات) أعنى أصول الأزهار، وقد اشترك تشبيه النجوم بين الدجى ببياض الشيب وتشبيهها بالأنوار ..

إلخ فى كون وجه الشبه محققا فى الطرفين، لكن وجه الشبه فى التشبيه .. إلخ: الهيئة الحاصلة من حصول أشياء بيض فى شىء أسود، والوجه فى الثانى: الهيئة الحاصلة من حصول أشياء لونها مخالف للون ما حصلت فيه؛ لأن الأنوار لا تتقيد بوصف البياض

(قوله: حتى يضرب) أى: يميل إلى السواد فيتراءى أنه أسود

(قوله: فبهذا التأويل .. إلخ) هذا نتيجة ما تقدم، (وقوله: بين الدجى) حال من النجوم، وكذا

(قوله: بين الابتداع) حال من السنن

(قوله: ولا يخفى .. إلخ) أى: لعلم ذلك من قول المصنف فصار تشبيه النجوم بين الدجى بالسنن بين الابتداع كتشبيهها .. إلخ، وإنما كان من باب القلب؛ لأنه جعل فى جانب المشبه" النجوم" التى هى نظير" السنن" فى جانب المشبه به" بين الدجى" فلتجعل" السنن" فى جانب المشبه به" بين الابتداع" ليتوافق الجانبان، والنكتة فى ذلك القلب الإشارة إلى كثرة السنن، وأن البدع فى زمانه قليلة بالنسبة إليها، حتى كأن البدعة هى التى تلمع وتظهر من بينها، ولأجل هذه النكتة أفرد البدعة وإن كان مقتضى مقابلتها للدجى أن يجمعها

(قوله: ولا يخفى أن قوله لاح بينهن ابتداع .. إلخ) الأولى أن يقول: ولا يخفى أن قوله سنن لاح بينهن ابتداع من باب القلب بزيادة سنن كما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>