للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كقوله:

وبدا الصباح كأن غرّته) (١) هى بياض فى جبهة الفرس فوق الدرهم استعير ...

===

(قوله: كقوله) أى: قول محمد بن وهيب فى مدح المأمون بن هارون الرشيد العباسىّ وأول القصيدة:

العذر إن أنصفت متّضح ... وشهود حبّك أدمع سفح

فضحت ضميرى عن ودائعه ... إنّ الجفون نواطق فصح

وإذا تكلّمت العيون على ... إعجامها فالسّر مفتضح

مهما أبيت معانقى قمر ... للحسن فيه مخايل تضح

نشر الجمال على محاسنه ... بدعا وأذهب همّه الفرح

يختال فى حلل الشباب به ... مرح وداؤك أنّه مرح

ما زال يلثمنى مراشفه ... ويعلّنى الإبريق والقدح

حتى استردّ الليل خلعته ... وفشا خلال سواده وضح

وبعد البيت:

نشرت بك الدنيا محاسنها ... وتزيّنت بصفاتك المدح

وإذا سلمت فكلّ حادثة ... جلل فلا بؤس ولا ترح

(قوله: وبدا الصباح) أى: ظهر الصباح بمعنى الصبح.

قال العلامة اليعقوبى: يحتمل أن يراد به الضياء التام الحاصل عند الإسفار، ويحتمل أن يراد به الضياء المخلوط بظلمة آخر الليل وذلك قبل الإسفار، فعلى الأول: تكون الإضافة فى قوله: كأن غرّته إضافة للبيان أى: كأن الغرة التى هى الصباح؛ وذلك لأن الغرّة فى الأصل بياض فى جبهة الفرس. فوق الدرهم استعارها الشاعر للضياء التامّ الحاصل عند الإسفار فيكون المراد بالغرة نفس الصباح، وعلى الثانى: تكون الإضافة على


(١) البيت لمحمد بن وهيب الحميرى فى مدح الخليفة المأمون، الإشارات ص ١٩١، والطيبى فى شرح المشكاة ١/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>