للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقولون: إنه) أى: الغمس فى ذلك الماء (تطهير لهم) فإذا فعل الواحد منهم بولده ذلك قال: الآن صار نصرانيّا حقّا؛ فأمر المسلمون بأن يقولوا للنصارى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وصبغنا الله بالإيمان صبغة لا مثل صبغتنا، وطهرنا به تطهيرا لا مثل تطهيرنا؛ هذا إذا كان الخطاب فى قوله: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ للكافرين، وإن كان الخطاب للمسلمين فالمعنى: أن المسلمين أمروا بأن يقولوا: صبغنا الله تعالى بالإيمان صبغة، ولم نصبغ صبغتكم أيها النصارى (فعبر عن الإيمان بالله ب صِبْغَةَ اللَّهِ للمشاكلة) لوقوعه فى صحبة صبغة النصارى تقديرا (بهذه القرينة) الحالية التى هى سبب النزول من غمس النصارى أولادهم فى الماء الأصفر، وإن لم يذكر ذلك لفظا.

===

صبوا عليه ماء آخر بدل ما أخذ وهو باق إلى الآن

(قوله: ويقولون إنه تطهير لهم) أى:

من كل دين يخالف دينهم أى: إنهم يعتقدون ذلك.

(قوله: صار نصرانيّا حقّا) أى: لأنه تطهر من سائر الأديان المخالفة لدينهم

(قوله: فأمر المسلمون إلخ) أمر المسلمين مفهوم من السياق

(قوله: قولوا) أى: يا نصارى إن أردتم التطهير الحقيقى

(قوله: وصبغنا الله بالإيمان) أى: غمسنا فى الإيمان الذى هو كالماء الطهور من صبغ يده فى الماء غمسها فيه

(قوله: بأن يقولوا) أى: للكافرين

(قوله: ولم نصبغ صبغتكم) هذا هو اللفظ المقدر

(قوله: فعبر عن الإيمان بالله) أى: التطهير الحاصل بالإيمان بالله بصبغة الله؛ لأن المعبر عنه بالصبغة هو التطهير الحاصل بالإيمان كما مر، والحاصل أن الصبغ ليس بمذكور فى كلام الله ولا فى كلام النصارى، ولكن لما كان غمسهم أولادهم فى الماء الأصفر يستحق أن يسمى صبغا وإن لم يتكلموا بذلك حين الغمس، والآية نازلة فى سياق ذلك الفعل صار كأن لفظ الصبغ مذكور

(قوله: للمشاكلة) أى: لمناسبة المعنى المعبر عنه والمعنى الذى يستحق أن يعبر عنه بلفظ الصبغة- ا. هـ يس.

وهذا مثل ما لو رأيت إنسانا يغرس شجرا، وقلت لآخر: اغرس إلى الكرام- هكذا- وتريد ب اغرس: اصنع المعروف إلى أهل المعروف وعبرت عن الصنع بالغرس

<<  <  ج: ص:  >  >>