. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
قول أحمد بن يحيى بن إسحق الراوندى بفتح الواو نسبة إلى راوند بفتح الواو قرية من قرى ساسان قريبة من أصبهان والأكثر على أنه كان زنديقا فقد كان يعلم اليهود الحيل والشبه اتفق أنه أخذ منهم ألف دينار وألف لهم كتابا رد فيه على القرآن وسماه الدامغ للقرآن وقيل إنه كان من الأولياء أهل الدلال على الله وأن ما نقل عنه من تعليم اليهود الشبه وغير ذلك لم يصح كما قال الفنرى وقبل البيت المذكور:
سبحان من وضع الأشياء موضعها ... وفرّق العزّ والإذلال تفريقا
ومن قبيل كلام ابن الراوندى قول بعضهم:
أعطيتنى ورقا لم تعطنى ورقا ... قل لى بلا ورق ما تنفع الحكم
فخذ من العلم شطرا واعطنى ورقا ... ولا تكلنى إلى من جوده عدم
ولما قال هذا القائل ما ذكر سمع هاتفا يقول له
لو كنت ذا حكم لم تعترض حكما ... عدلا خبيرا له فى خلقه قسم
هلّا نظرت بعين الفكر معتبرا ... فى معدم ما له مال ولا حكم
وقد رد العلامة عبد الرحمن عضد الملة والدين على ابن الراوندى بقوله:
كم عاقل عاقل قد كان ذا عسر ... وجاهل جاهل قد كان ذا يسر
تحيّر الناس فى هذا فقلت لهم ... هذا الذى أوجب الإيمان بالقدر
ولبعضهم فى هذا المعنى
كم من قوىّ قوى فى تقلّبه ... مهذّب الرأى عنه الرزق منحرف
كم من ضعيف ضعيف فى تقلبه ... كأنه من خليج البحر يغترف
هذا دليل على أن الإله له ... فى الخلق سرّ خفىّ ليس ينكشف
ولبعضهم
كم عالم يسكن بيتا بالكرا ... وجاهل له قصور وقرى
- وعاقل الثانية وصف للأولى، والتحرير: الفطن الحاذق المجرب، والزنديق: الكافر والشاهد فى اسم الإشارة؛ لأنه يعود إلى الحكم السابق عليه، وهو كون العاقل محروما والجاهل مرزوقا، فالمقام للضمير؛ لأن هذا الحكم غير محسوس، واسم الإشارة موضوع للمحسوس. [راجع حاشية الإيضاح ص ٧٦ تحقيق د/ عبد الحميد هنداوي].