للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجلو بقادمتي حمامة أيكة ... برداً أسفّ لثاته بالإثمد

كالأقحوان غداة غبّ سمائه ... جفّت أعاليه ند

وهذا أبدع ما ورد في معناه. وقوله تهادى: أي تتمايل في مشيتها بدنا ونعمة. ويروى تأتّي: أي ترفق وتأنّى أيضاً بالنون. وروى أبو عبيدة:

تنوء كما قد رأيت البهيرا

أي تنهض بثقل وهذا كما قال في أخرى:

غرّاء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهوينا كما يمشى الوجى الوجل

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مرّ السحابة لا ريث ولا عجل

يكاد يصرعها لولا تشدّدهاإذا تقوم إلى جاراتها الكسل

أنشد أبو علي " ١ - ٤٤، ٤٣ ":

إذا ما اجتلى الراني إليها بطرفه ... غروب ثناياها أنار وأظلما

هذا البيت للحصين بن الحمام بن ربيعة المرّيّ شاعر جاهلي يكنى أبا يزيد، وزعم أبو عبيدة أنه أدرك الإسلام واحتجّ على ذلك بقوله:

أعوذ بربي من المخزيات ... يوم ترى النفس أعمالها

وخفّ الموازين بالكافرين ... وزلزلت الأرض زلزالها

ونادي مناد بأهل القبور ... فهبّوا ليبرز أثقالها

والثغر يوصف بالنور واللمعان ويشبّه بالمهي والبرق قال المسيّب بن علس:

<<  <  ج: ص:  >  >>