أتبكي على بغداذ وهي قريبة ... فيكف إذا ما ازددت عنها غداً بعدا
لعمرك ما فارقت بغداذ عن قلى ... لو أنّا وجدنا من فراق لها بدّا
كفى حزناً أن رحت لم استطع لها ... وداعاً ولم أحدث بساكنها عهدا
وغنّيته فيه. فقال اشتقت يا إسحاق، فقلت لا يا أمير المؤمنين: ولكن من أجل الصبية. وقد حضرني بيتان فقال هاتهما فقلت:
طربت إلى الأصيبية الصغار
فاستحسنهما وقال يا إسحاق سر إلى بغداذ فأقم مع ولدك شهراً ثم عد إلينا، وقد أمرت لك بمائة ألف درهم. قوله الأصيبية هو تصغير صبية لأن أصله أصبية مثل أجربة جمع جريب ويصغّر أيضاً صبيّة على لقظه. وأنشد النحويون في ذلك:
صبية على الدخان رمكا
وأنشد أبو علي " ١ - ٥٦، ٥٥ " لطفيل:
أناس إذا ما أنكر الكلب أهله
ع هو طفيل بن عوف بن ضبيس الغنوي ويكنى أبا قرّان ويسمى محبرّا لتحسينه شعره شاعر جاهلي وهو أنعت الناس للخيل، وصلة بيته:
مجاورة عبد المدان ومن يكن ... مجاورهم بالقهر لم يتطلّع
أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ... حموا جارهم من كل شنعاء مضلع