للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فقال له: والله ما أبصر إلاّ ما بصّرني غيري يعني الله تبارك وتعالى يوهمه العمى فتخلّص منه. وخرج شريح من عند زياد وهو يجود بنفسه، فقيل له كيف تركت الأمير؟ قال: تركته يأمر وينهي يوهمهم أنه لا بأس عليه فلم يلبثوا أن نعى لهم، فقيل له في ذلك فقال: نعم تركته يأمر بالوصيّة وينهى عن البكاء.

وقال أبو علي " ١ - ٦٩، ٦٩ " دخل الأحوص على يزيد بن عبد الملك فقال له يزيد: لو لم تمتّ إلينا بحرمة، ولا جدّدت لنا مدحاً غير أنك مقتصر على بيتيك لاستوجبت عندنا جزيل الصلة ثم أنشد يزيد:

وإني لأستحييكمو أن يقودني ... إلى غيركم من سائر الناس مطمع

وأن أجتدي للنفع غيرك منهم ... وأنت إمام للبريّة مقنع

ع قد تقدم ذكر الأحوص ١٩، وإنما قال هذا الشعر في عمر بن عبد العزيز لا في يزيد بن عبد الملك. ونظم أبو تمام هذا المعنى في أحسن نظام فقال:

رأيت رجائي فيك وحدك همّة ... ولكنّه في سائر الناس مطمع

وقال آخر وأظنه إبراهيم بن العبّاس:

إذا طمع يوماً غزاني منحته ... كتائب يأس كرّهاً وطرادها

سوى طمع يدني إليك فإنه ... يبلّغ أسباب العلا من أرادها

<<  <  ج: ص:  >  >>