ظللت وقد ولّوا بليل وقلّصت ... بهم جلّة فتل المرافق روح
فلاقيتهم يوماً على قطريّة ... وللعيس مما في الخدور دليح
فقلن ولم يشعرن أني سمعته ... وهن بأبواب الخدور جنوح
أهذا الذي غنّى بسمراء حقبة ... أتاح له منها السقام متيح
وقائلة أولينه البخل إنه ... لما شاء من ذرو الكلام فصيح
وقائلة لولا الهوى ما تجشّمت ... به نحوكم عبر السفار طليح
جرى يوم سرنا عامدين لأرضنا. على التوالي إلى قوله وقالوا دم. المشيح والشحشاح والشحشحان: المواظب على الشيء المجدّ فيه. وكذلك رواه غير أبي علي: من ذرو الكلام: أي شئ تسمعه خفيّ. وقطريّة: إبل منسوبة إلى قطر وهي بالبحرين. ودليح: ثقيل يقال مرّ يدلح إذا مرّ متثاقلاً. وقوله أو لينه البخل: هذه النون هي نون جمع المؤنث كما تقول ارمينه يا نسوة. وعقاب بإعقاب: بالكسر بخطّ أبي عليّ. وقوله: ودام لنا حلو الصفاء صريح: حلو الصفاء: هو نعت لشيء محذوف ولولا ذلك مانعته بعد بصريح كأنه عهد حلو الصفاء أو ودّ.
وأبو حيّة: هو الهيثم بن الرّبيع بن كثير بن جناب النميري من شعراء الدولتين وهو شاعر محسن على لوثة كانت فيه.
وأنشد أبو علي " ١ - ٧٠، ٧٠ " لابن أبي فنن:
ولما أبت عيناي أن تملكا البكا ... وأن تحبسا سحّ الدموع السواكب
تثاءبت كي لا ينكر الدمع منكر ... ولكن قليلاً ما بقاء التثاؤب