قد ظلموني عليّ معهم فتكوني كهذه الذئبة، وهذا هو التفسير الصحيح لا ما ذكره أبو علي من أن الذئبة تنفر من الذئب وهي حيّ، وهذا خلاف المعهود المعقول، وكيف يسمّى أليفاً من يوحش قربه وإنما الأليف من يوحش بعده ويؤنس قربه. ومثل هذا قول الفرزدق:
وكنت كذئب السوء لما رأى دماً ... بصاحبه يوماً أحال على الدم
وقول العجير:
فتى ليس لابن العمّ كالذئب إن رأى ... بصاحبه يوماً دماً فهو آكله
وأنشد أبو علي " ١ - ٦٩، ٧٠ " لأبي حيّة النميريّ:
بدا يوم رحنا
وأوّل القصيدة على ما أنشده جماعة من الرواة أثبتها لجودتها:
ألا يا غراب البين فيم تصيح ... فصوتك مشنوء إليّ قبيح
وكلّ غداة تنتحي لك تنتحي ... إليّ فتلقاني وأنت مشيح
تخبّرني أن لست لاقي نعمة ... بعدت ولا أمسي لديك نصيح
وإن لم تهجني ذات يوم فإنه ... ستغنيك ورقاء السراة صدوح