نعلّهم كلّما ينمي لهم سلف ... بالمشرفيّ ولولا ذاك قد أمروا
ع وبعده:
والنيب إن تعر منّي رمّة خلقاً ... بعد الممات فإنّي كنت أتّئر
وقوله: نعلّهم يريد نعاودهم بالقتل، جعله مثل العلل في الشرب الذي هو بعد النهل. وقوله: والنيب إن تعر مني رمّة خلقاً قال أصحاب المعاني: إن الإبل لا تصيب عظماً إلاّ لاكته تتملّح بالعظم ومن أمثالهم: " لولا أن يضيّع الفتيان الذمّة لخبّرتها بما تجد الإبل في الرمّة " يقول فإن لاكت الإبل عظمي بعد موتي فإني كنت أنحرها وأطعمها وأعملها في طلب المكارم وأجهدها. والاتّئار لا يكون إلاّ بعد وقوع الشيء فجاء به مقدّماً قبل وجوبه لعلمه أنه لابدّ من كونه. وقيل المعنى إن أصبحت ميّتاً فبما كنت أتّئر في أعدائي وأدركه من المطالب. ويقال أتّئر بالتاء وأثّئر كما يقال يطّلم ويظّلم.
وأنشد أبو علي " ١ - ١٠٤، ١٠٣ ": أمّ جوار ضنؤها غير أمر ع قال ابن الأعرابيّ: قال أعرابيّ يصف عجوزاً:
أمّ جوار ضنؤها غير أمر ... صهصلق الصوت بعينيها صبر
شائلة أصداغها ما تختمر ... تبادر الضيف بعود مشفترّ