للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا استبان والجهوة والجهوة: الدبر لغة يمانية يقال فتح الله جهوته. قال الراجز:

شرّ قرين للكبير نعلته ... تولغ كلباً سؤره أو تكفته

وتدفع الشيخ فتبدو جهوته

وأخذ ابن الرومي معنى قول الشاعر:

وأنكرت شمس الشّيب في ليل لمّتي ... لعمري لليلى كان أحسن من شمسي

فقال:

وجار على ليل الشباب فضامه ... نهار مشيب سرمد ليس ينفد

وعزّاك عن ليل الشباب معاشر ... وقالوا نهار الشيب أهدى وأرشد

وكان نهار المرء أهدى لرشده ... ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد

وهذه القصيدة كثيرة النوادر قليلة الحشو على طولها وينتهي عدد أبياتها إلى أربعمائة بيت يمدح فيها صاعداً ويذكر الموفّق وصاحب الزنج. فمن النادر فيها قوله يصف الدنيا:

لما تؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منها وإنّها ... لأوسع مما كان فيه وأرغد

إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنّه ... بما سوف يلقى من أذاها يهدّد

ومن ذلك قوله في المديح:

تراه عن الحرب العوان بمعزل ... وآراؤه فيها وإن غاب شهد

<<  <  ج: ص:  >  >>