ثم إنّ عمراً غزا بني الحارث فأصاب فيهم وانتصف منهم وقال:
لمّا رأوني في الكتيفة مقبلاً ... وسط الكتيبة مثل ضوء الكوكب
واستيقنوا منّا بوقع صادق ... هربوا وليس أوان ساعة مهرب
عجّت نساء بني زياد عجّة ... كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
هكذا روى أبو الحسن الطوسي. وقال ابن حبيب إنّ البيت الآخر لرجل من بني أسد وقد تقدم ذلك " ٧٦ ". وقال أبو علي في تفسير البيت: الأرنب: موضع وهذا غير معلوم وإنما المحفوظ في الموضع الأرانب على لفظ الجمع قال المخبّل:
كما قال سعد إذ يقود به ابنه ... كبرت فجنّبني الأرانب صعصعا
وإنما انتفجت في تلك الغزاة أرنب فتفاءلوا بالظفر فظفروا فعرف بيوم الأرنب، وقد مضى خبره " ص٧٦ ". والعرب تتيمّن بالأرانب إذا انتفجت لهم يقال فنجت الأرنب.
حصين بن الجون ضبيّ كان نذر أن لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يقتل ابن الجون الكندي فقتله. وقوله غداة أحلّت: هذا على كلامين: يقول لما أحلّت الطعنة اللحم حلّت