فوالله لولا فارس الجون منهم ... لآبوا خزايا والإياب حبيب
فجالدتهم حتى اتّقوني بكبشهم ... وقد حان من شمس النهار غروب
رغا فوقهم سقب السماء فداحص ... بشكّته لم يستلب وسليب
فارس الجون: الحارث ابن أبي شمر الغسّاني وهو الممدوح، وكان أسر أخاه شأساً في هذه الحرب، فرحل إليه يطلبه منه وفيه يقول في آخر القصيدة:
وفي كلّ حيّ قد خبطت بنعمة ... فحقّ لشأس من نداك ذنوب
فلا تحرمنّي نائلاً عن جنابة ... فإنّي امرؤ وسط القباب غريب
عن جنابة: أي عن بعد غربة. فقال له الملك: نعم وأذنبة، وقد خيّرتك بين الحباء الجزل وبين اساري بني تميم. فقال: عرّضتني لألسن بني تميم، دعني اليوم أنظر في أمري، فأتاهم في السجن فأخبرهم. فقالوا: ويلك تدعنا عناة وتنصرف. قال: فإنّ الملك سيحملكم ويكسوكم ويزوّدكم، فإذا صرنا إلى الحيّ فلي الحملان وباقي الزاد والكسوة، ففعلوا. وهو علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ولا تحفظ له كنية، شاعر جاهليّ.