أهاجك برق آخر الليل واصب ... تضمّنه فرش الجبا فالمسارب
ع الواصب: الدائم الدائب، وفلاة واصبة لا غاية لها. وفيه:
تألّق واحمومي وخيّم بالربى ... أحمّ الذرى ذو هيدب متراكب
احمومي: أي أسودّ. وخيّم: أقام. وهيدبه: ما تدلّى منه لثقله فكأنه على وجه الأرض كما قال عبيد:
دان مسفّ فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالراح
وكما قال زهير السكب:
إذا الله لم يسق إلاّ الكرام ... فسقّى وجوه بني حنبل
فسقّى ديارهم باكراً ... من الغيث في الزمن الممحل
كأن الرباب دوين السحاب ... نعام يعلّق بالأرجل
وهو زهير بن عروة بن جلهمة المازنيّ سمّي زهير السكب بقوله:
برق يضئ خلال البيت أسكوب
وقال معقر بن حمار لابنته وهي تقوده وقد كفّ بصره وسمع صوت رعد: يا بنيّة أي شيء ترين؟ قالت: سحماء عقاّقة، كأنها حولاء ناقة، ذات هيدب دان، وسيروان. فقال يا بنيّة: وائلي بي إلى قفلة فإنها لا تنبت إلاّ بمنجاة من السيل وفيه: