بأرعن مثل الطود غير أشابة ... تناجز أولاه ولم يتصرّم
ويخلجنهم من كلّ صمد ورجلة ... وكلّ غبيط بالمغيرة مفعم
فأعقب خيراً كلّ أهوج مهرج
يصف جيشاً. وكل أنف تقدّم من جبل أو غلظ فهو رعن. يقول لم ينفذ أوله لثقله فآخره واقف، وقال مرة ينفذ أوله ولا ينقضي آخره لكثرته. والصمد: الغلظ من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلاً، والرجل: أماكن سهلة مطمئنة تنبت نباتاً ليّناً. والغبط: أماكن ترتفع أطرافها وتنهبط بطونها كأنها الغبط وهي أقتاب الهودج.
وأنشد أبو علي " ١ - ١٩٢، ١٨٩ ":
من كلّ هرّاج نبيل محزمه
ع وبعده:
تمّت ذفاري ليته ولهزمه ... إلى صميم آرز معرنزمه
الرجز لرؤبة. الذفريان: الجيدان الناتئان عن يمين القمحدوة وشمالها. والليت: صفحة العنق وآرز: غليظ متقبّض. والمعرنزم: المجتمع.
قال أبو علي " ١ - ١٩٢، ١٨٩ " قال أبو بكر: انثروا كأنه انفعال من ينثره نثراً ع هذا وهم بيّن لأن نون نثر أصلية ونون انفعال زائدة وإنما هو انفعال من الثرّ وهو الغزير الكثير ومنه قولهم عين ثرّة، ويحتمل أن يكون افعلال من نثر إن كان مسموعاً.