للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الأصمعي يقول هذا المحال كلابيّ يمدح غنويّاً:

هينون لينون أيسار ذوو كرم ... سوّاس مكرمة أبناء أيسار

ع ذكر أبو تمّام أن الذي كان يقول هذا المحال هو أبو عبيدة. وروى محمد بن يزيد هذا الشعر لعبيد بن العرندس لا لأبيه يمدح قوماً نزل بهم ولم يذكر ممّن هم. وإنما أنكر أبو عبيدة أن يكون كلابي يمدح غنوياّ، لأن فزارة كانت قد أوقت ببني أبي بكر ابن كلاب وجيرانهم من محارب وقعة عظيمة ثم أدركتهم غنيّ فاستنقذتهم، ففي ذلك يقول طفيل الغنويّ:

وحيّ أبي بكر تداركن بعد ما ... أذاعت بسرب الحيّ عنقاء مغرب

تداركن: يعني خيلهم. وأذاعت فرّقت. فلمّا قتلت طئ قيس الندامي الغنويّ وقتلت عبس هريم بن سنان الغنوي استغاثت غنيّ ببني أبي بكر وبني محارب، فقعدوا عنهم ولم يحلبوهم فلم يزالوا بعد ذلك متدابرين متغاورين. ولّما أدرك طفيل ثأر قيس الندامي في طئ قال من جملة كلمته:

فذوقوا كما ذقنا غداة محجّر ... من الغيظ في أكبادنا والتحوّب

التحوّب: التوجّع. وبات فلان بحيبة سوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>