قال المؤلف اختلف الناس في الذي قال: يديرونني عن سالم. فقال قوم هو أبو الأسود الدؤلي يقوله في غلام له اسمه سالم قال:
يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم
ولو بان من ملكي لبتّ مسهّداً ... ونبهان عمّا بي من الشجو نائم
أبا ثابت ساهمت في الحزم أهله ... فرأيك محمود وعهدك دائم
ونبهان بن عدي جار لأبي الأسود كان يديره على بيع سالم ويروم منه ذلك وأبو الأسود يأباه، ثم مات سالم فقال أبو الأسود هذا الشعر. وقال ابن الكلبي في كتاب النسب أن البيت لعبد الله بن معاوية الفزاري يقوله في ابنه الأشيم واسمه سالم. فأما أبو الأسود فاسمه ظالم بن عمرو بن سفيان من بني الدؤل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة. قال سيبويه في كتابه الدؤل في كنانة والدول غير مهموز في حنيفة والديل في عبد القيس وأبو الأسود شارع إسلامي أدرك علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عنه وهو أحد المشهورين بالتشيّع، وأول من وضع في النحو كتاباً لمّا كثر اللحن في المنطق. وأما شعر ابن مقبل فإن صلته على ما رواه محمد بن حبيب البصريّ:
إذا متّ فانعيني بما أنا أهله ... وذمّي الحياة كل عيش مترّح