للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي " ١ - ١٧، ١٦ " مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك ليّنة. الحديث.

قال المؤلف: هذا مما يروي من حكمة لقمان ووصيّته لابنه، ومثله من حكم العرب:

بنيّ إن البرّ شيء هيّن ... وجه طليق ولسان ليّن

وقال راجزهم:

بنيّ إن البر شيء هيّن ... المنطق الليّن والطعيّم

ومثل هذا يرد في القوافي لجفاة العرب. وأنشد ابن الأعرابيّ:

أزهر لم يولد لنجم الشحّ ... ميمّم البيت كريم السنخ

وأنشد الفرّاء:

إذا نزلت فاجعلاني وسطا ... إني كبير لا أطيق العنّدا

العند: الجانب. فأما لقمان فقد اختلف الناس فيه فقيل كان نبيّاً وقيل كان حكيماً وقيل كان رجلاً صالحاً، وقيل كان نجّاراً وقيل كان خياطاً، وقيل كان حبشيّاً غليظ المشافر، ولكن آتاه الله الحكمة، فلسنا نشكّ أنه كان حكيماً لقول الله تعالى: " ولقد آتينا لقمان الحكمة " وقد قيل أنه كان راعياً وأن إنساناً وقف عليه وهو في مجلسه فقال: ألست كنت ترعى معي في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: ما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>