وقد أنشده أبو علي بكماله في ذيل هذا الكتاب، وكان الفرزدق يحوش الإبل على أبيه، ويقول له: حشها علي يا بني! وهو يقول: اعقرها أبه! ثم تركت لا يصد عنها بشر ولا سبع ولا طائر، فبلغ ذلك على ابن أبي طالب فنهى عن أكل لحومها، وقال: إنها مما أهل به لغير الله. وذو الخرق اسمه قرط بن شريح بن شنيف بن أبان بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميمن هكذا نسبه قاسم بن ثابت، وقال الكلابي: هو أحد بني سود بن مالك بن حنظلة، وأم أبي سود وعوف ابني مالك طهية بنت عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم غلبت عليهم، وسمى ذا الخرق بقوله:
وما خطبنا إلى قوم بناتهم ... إلا بأرعن في حافاته الخرق
وتكرر له ذكر الخرق في هذه القصيدة فقال:
ما بال أم سويد لا تكلمنا ... لما التقينا وقد نثرى فنتفق
لما رأت إبلي جاءت حمولتها ... هزلي عجافا عليها الريش والخرق