سائل مجاور جرم هل جنيت لها ... حرباً تزيل بين الجيرة الخلط
وهل سموت.
وهل تركت نساء الحي ضاحية؟ ... في ساحة الدار يستوقدن بالغبط!
وهذه الأبيات هي التي كتب بها عبد الرحمن بن الأشعث إلى عبد الله بن مروان، فجاوبه عبد الملك بأبيات للحارث بن وعلة المذكور، وهي:
أناة وحلماً وانتظاراً بهم غداً ... فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
وإني وإياكم كمن نبه القطا ... ولو لم تنبه باتت الطير لا تسرى
أظن صروف الدهر بيني وبينكم ... ستحملكم مني على مركب وعر
وروى أبو علي هذا الشعر لابن الذئبة الثقفي. وقوله يستوقدن بالغبط: يريد أنه ذهب بإبلهم فغنوا عن أقتابها، فالنساء يستوقدن بها. وقيل أراد أن الخوف يمنعهن من الأحتطاب، فهن يستوقدن بالأقتاب وما جانسها من خشب الرحال والبيوت.