سيبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر
هو للأحوص، ومن أجله نفاه عمر بن عبد العزيز إلى دهلك وهي من قرى اليمن على ساحل البحر، فأتاه رجال من الأنصار فكلموه فيه، فقال عمر: من الذي يقول؟
كأن لبني صبير غادية ... أو دمية زينت بها البيع
الله بيني وبين قيمها ... يهرب مني بها وأتبع
قالوا الأحوص قال بل الله بين قيمها وبينه، فمن الذي يقول؟ سيبقى لها في مضمر القلب قالوا الأحوص قال: إن الفاسق عنها يومئذ لمشغول، والله لا أرده ما كان لي سلطان. فلما ولي يزيد بن عبد الملك غنته حبابة ذات ليلة:
أيهذا المخبري عن يزيد ... بصلاح فداك أهلي ومالي!
ما أبالي إذا بقي لي يزيد ... من تولت به صروف الليالي
فسأل عن قائله، فأعلم أنه الأحوص، فرد الأحوص إلى المدينة من دهلك، وأجلي إليها عراك بن مالك الفقيه، وهاتان من نوادره، فأهل دهلك يروون الشعر عن الأحوض، والفقه عن عراك، وعراك كان أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز في انتزاع ما حازه بنو مروان من الفيىء والمظالم.