كان حاتم قد تحول إلى بني بدر زمن الفساد، وهي الحرب التي كانت بين جديلة وبين ثعل، فغلبت جديلة، فقال حاتم هذا الشعر، ومنه:
فسقيت بالماء النمير ولم ... أترك ألاطم حمأة الجفر
الجفر: البئر نمير مطوية، وجعل معالجته للحمأة واستقاءه منها مهلاً ملاطمة، وقيل أراد ماتح الحمأة فحذف. وقال أوس في هذا المعنى:
مباشم عن لحم العوارض بالضحى ... وبالليل كساحون ترب المناهل
يريد أنهم لا يردون إلا مساء بعد صدر الناس وذهابهم بصفوة المكرع وعنفوان المنهل، كما قال الآخر:
ولا يردون الماء إلا عشية ... إذا صدر الوراد عن كل منهل
وفيه:
الضاربين لدى أعنتهم ... والطاعنين وخيلهم تجرى
لدى أعنتهم: أراد أنهم نزلوا فضربوا بالسيوف ممسكين أعنتهم، ولا ينزل في ذلك الموطن إلا أهل البأس والشدة، قال الآخر:
لم يطيقوا أن ينزلوا فنزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النزولا
وقال الأعشي:
إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا ... أو تنزلون فإنا معشر نزل
وقال ربيعة بن مقروم:
فدعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute