للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: استماع الله سبحانه وتعالى

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن يجهر به " (١).

معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " ما أذن الله ... ".

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (قوله: " أن يتغنى " كذا لهم، وأخرجه أبونعيم من وجه آخر عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه بدون " أن " وزعم ابن الجوزي أن الصواب حذف " أن " وأن إثباتها وهم من بعض الرواة لأنهم كانوا يروون بالمعنى فربما ظن بعضهم المساواة فوقع في الخطأ لأن الحديث لو كان بلفظ "أن" لكان من الإذن بكسر الهمزة وسكون الذال بمعنى الإباحة والإطلاق، وليس ذلك مراداً هنا وإنما هو من الأَذَن بفتحتين وهو الاستماع وقوله: " أذن " أي: استمع، والحاصل ان لفظ أَذِن بفتحة ثم كسرة في الماضي وكذا المضارع مشترك بين الإطلاق والاستماع، تقول: أذنت آذن بالمد، فإن أردت الإطلاق، فالمصدر بكسرة ثم بسكون، وإن أردت الاستماع فالمصدر بفتحتين:


(١) رواه البخاري (٥٠٢٣) ومسلم (١٨١٤) وأبوداود (١٤٧٣) وأما حديث «إن الله لا يأذن لشيء من أهل الأرض إلا لأذان المؤذنين والصوت الحسن بالقرآن» فهو حديث موضوع راجع ضعيف الجامع للألباني (١٦٧٢).

<<  <   >  >>