كتاب فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

ثالثا: ماذا يعني المرض عند المسلم؟ - ٢ - المرض كفارة - ص: 292

[٢ - المرض كفارة]

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

" ما من مصيبة تصيب المسلم - وفي رواية: ما من وجع أو مرض يصيب المؤمن - إلا كَفَّرَ الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها " (١).

وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما يصيب المسلم من نصبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كَفَّر الله بها خطاياه ". (٢)

ومن حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتَّ الله عنه خطاياه كما تحاتَّ ورَقُ الشجر " (٣).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يَلْقَى الله وما عليه خطيئة " (٤).

عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله كما يخلص الكير خبث الحديد " (٥).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:

(وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل

---

(١) رواه البخاري (٥٦٤٠).
(٢) رواه البخاري (٥٦٤١، ٥٦٤٢).
(٣) رواه البخاري (٥٦٤٧). ومعنى (تحات): سقوط الورق عن الغصن. (لسان العرب:٢/ ٢٢)
(٤) (صحيح) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٨١٥).
(٥) (صحيح) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي الدنيا في (المرض والكفارات). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح ١٢٥٧ طبعة المكتب الإسلامي. .