للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عباس - رضي الله عنهما - (ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن ولا رآهم)، ثم بعد ذلك وفدوا إليه كما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - وأما ابن مسعود - رضي الله عنه - فإنه لم يكن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حال مخاطبته الجن ودعائه إياهم وإنما كان بعيداً منه ولم يخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد سواه ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة، هذه طريقة البيهقي، وقد يحتمل أن يكون أول مرة خرج إليهم لم يكن معه - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود - رضي الله عنه - ولا غيره كما هو ظاهر سياق الرواية الأولى من طريق الإمام أحمد وهي عند مسلم، ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى والله أعلم) (١).

[سجود الجن عند استماع القرآن]

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس) (٢).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:

قوله (والجن) كأن ابن عباس استند في ذلك إلى إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - إما مشافهة له، وإما بواسطة، لأنه لم يحضر القصة لصغره، وأيضاً فهو من الأمور التي لا يطلع الإنسان عليها إلا بتوقيف، وتجويز أنه كشف له عن ذلك بعيد لأنه لم يحضرها قطعاً) (٣).

[استماع الجن لسورة الرحمن]

عن جابر - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: «لقد قرأتها على الجن ليلة فكانو


(١) تفسير ابن كثير (٨/ ١٦٦) طبعة المكتبة القيمة.
(٢) فتح الباري (٨/ ٤٨٠).
(٣) فتح الباري (٢/ ٦٤٥).

<<  <   >  >>