للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: (من هذا؟) قالا: انطلق".

وفي آخر الحديث: "والذي رأيته يُشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة " (١) فانتبه أيها القارئ العزيز.

[٣ - هاجر العمل بالقرآن الكريم وقود النار يوم القيامة]

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر، وحتى تخوض الخيل في سبيل الله، ثم يظهر قوم يقرءون القرآن، يقولون: مَنْ أقرأ منا؟ مَنْ أعلم منا، ومنْ أفقه منا؟ " ثم قال لأصحابه: " هل في أولئك من خير؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " أولئك منكم من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار " (٢).

[٤ - هجر العمل بالقرآن الكريم سبب من أسباب الفتنة وعلامة من علامات الساعة]

عن علقمة عن عبد الله قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير، إذا ترك منها شيء قيل تركت السنة. قالوا: ومتى ذلك؟ قال: إذا ذهبت علماؤكم وكثرت جهلاؤكم، وكثرت قراؤكم وقلت فقاؤكم، وكثرت


(١) رواه البخاري كتاب الجنائز (٣/ ٢٩٦).
(٢) (حديث حسن). رواه الطبراني في الأوسط، والبزار بإسناد لا بأس به، ورواه أبويعلى والطبراني أيضاً من حديث العباس بن عبد المطلب. وقال الألباني (حسن) انظر صحيح الترغيب والترهيب ص (٥٢).

<<  <   >  >>