للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحجة الله يا ذا العلم بالغة ... لا العلم ينفع فيها لا ولا الحيل

تعلم العلم واعمل ما استطعت به ... لا يلهينك عنه اللهو والجدل

فنعوذ بالله من علم لا يورث عملاً.

ثانياً: وجوب العمل بالقرآن الكريم

إن الهدف الأسمى، والغاية العظمى، من إنزال القرآن الكريم هو العمل به، واتباع أوامره، ولذا فقد ورد الأمر في كتاب الله بوجوب العمل به في مواضع عدة من كتاب الله - جل وعلا - منها.

[الدليل الأول]

قال تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (١٠٦) سورة الأنعام

قال ابن كثير - رحمه الله -: (يقول تعالى آمراً رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولمن اتبع طريقته: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} أي: اقتد به، واقتف أثره، واعمل به، فإن ما أوحي إليك من هو الحق الذي لا مرية فيه، لأنه لا إله إلا هو) (١).

قال الإمام القرطبي - رحمه الله -: (قوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يعني القرآن، أي: لا تشغل قلبك وخاطرك بهم، بل اشتغل بعبادة الله) (٢).

[الدليل الثاني]

قال تعالى في سورة الأعراف: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} (٣) سورة الأعراف.


(١) تفسير ابن كثير (٢/ ١٦٩).
(٢) تفسير القرطبي (٧/ ٥٥).

<<  <   >  >>