(أكثر الحكام في ديار المسلمين - إلا مَنْ رحم الله - يرون الإسلام وشريعة الإسلام عقبة في سبيل التطور والتقدم والرقي، وسبيل التقدم عندهم الأخذ بالحضارة الغربية والقوانين الأوربية.
عندما سنحت الفرصة لبعضهم خلع الإسلام من جذوره في البلاد التي حكمها، وأبرز الحكام الذين يضرب بهم المثل في هذا مصطفى كمال الذي حكم تركيا باسم (أتاتورك) فإنه عندما استلم مقاليد الحكم، ألغى الخلافة الإسلامية، وطرد خليفة المسلمين من البلاد، ونبذ الشريعة الإسلامية، وألغى منصب شيخ الإسلام، وألغى المحاكم الشرعية، وألغى المدارس الدينية، وحدد عدد المساجد التي يجوز الصلاة فيها، وحَّول مسجد أيا صوفيا إلى متحف، وحَّول مسجد الفاتح إلى مستودع.
وألغى الكتابة بالحروف العربية والأرقام العربية وحَّرم الكتابة بها، وألزم الكتابة بالحروف اللاتينية، ومنع الأذان بالعربية، وألزم الشعب التركي بلبس القبعة الأوربية وخلع الطربوش التركي من فوق رأسه. حتى القرآن ترجمه وفرض قراءته دون الأصل العربي) (١).
ترى كيف فعل حاكم ظالم بشعب مسلم كانت بلاده هي مصدر هداية ومنبع نور وعاصمة الخلافة الإسلامية فصارت كما ترى في أسوأ حال.
[٣ - عقبة الكفار]
(أعظم عقبة تحول دون تطبيق الشريعة الإسلامية هي جهود أعداء
(١) معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية للأشقر ص (٤٩ - ٥٠).